
شيماء الشواربي تكتب :
استضاف “مرصد الأزهر لمكافحة التطرف والعنف” بمشيخة الأزهر مؤسسة “مساعينا” وذلك استكمالا للمرحلة الأولى فيما بينهما للقضاء على العنف المجتمعي وخاصة قضايا الثأر ، وبدأت الندوة بكلمة الأستاذ جمال عبد الحميد من مؤسسة مساعينا أشار فيها إلى أن المرحلة الثانية من المشروع تمثل استكمالًا حيويًا للمرحلة الأولى التي عالجت قضايا العنف المجتمعي، وأوضح أن الانطلاق الجديد جاء استجابة مباشرة للتحديات التي تواجه المجتمع، خاصة في صعيد مصر، حيث لا تزال قضايا الثأر والعنف البنيوي تشكّل تهديدًا للسلم الاجتماعي.
ونوّه إلى أن المشروع يستند إلى مبدأ الشراكة المؤسسية والمجتمعية، حيث اتجهت “مساعينا” إلى التعاون مع مرصد الأزهر، لما له من دور ريادي في بناء الخطاب المعتدل والاشتباك مع قضايا الشباب. كما أشار إلى أحد أبرز التحديات وهو جذب الشباب من الأقاليم، والذي تم تجاوزه بدعم من وزارة الشباب والرياضة، مما ساهم في تنويع قاعدة المشاركين.
واختتم كلمته بتوجيه التحية للخبراء المشاركين، مؤكدًا أن المعسكر التدريبي الذي تم ضمن المرحلة الأولى أفرز عددًا من الأوراق البحثية والمبادرات المجتمعية التي سترفع إلى صانعي القرار، لما تحمله من رؤى عملية وواقعية في مواجهة التطرف والعنف المجتمعي.
ثم تلا ذلك كلمة الدكتور أيمن عبدالوهاب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية والتي استعرض فيها رؤية تحليلية متعمقة حول جذور العنف المجتمعي، مؤكدًا أن قضايا الثأر والعنف في الأقاليم ترتبط بـهشاشة البنى الحوارية وتوارث الهويات القبلية الصلبة.
وشدد على أهمية التفريق بين مفاهيم “الحوار” و”الجدل” و”النقاش”، محذرًا من الاستيراد غير الواعي للمفاهيم الغربية في قضايا مثل “المساواة المطلقة بين الجنسين”، دون تهيئة المجتمع لهذه القيم.
واعتبر أن التحول القيمي الذي تشهده الأجيال الجديدة أفرز فجوات ثقافية ومعرفية، وأن غياب مرجعية واضحة لما هو صواب وخطأ يؤدي إلى ارتباك مجتمعي يجعل من الحوار ضرورة وجودية، وليس خيارًا.
وأكد أن التمكين الحقيقي لا يكمن في سد الاحتياجات فحسب، بل في بناء وعي نقدي مستقل، من خلال التعليم، والمبادرات، وتطوير أدوات التفكير الجماعي.
ثم طرح جمال عبد الحميد سؤالًا حول كيفية تمكين شباب الصعيد لمواجهة قضايا الثأر والعنف.
فرد الدكتور أيمن عبدالوهاب مؤكدًا أن الأمر يبدأ من اكتشاف مساحات مشتركة للحوار، وتعزيز الثقة بالنفس، والتمكين من خلال المعرفة والمشاركة السياسية والاجتماعية.
ثم قامت مؤسسة “مساعينا” بـتكريم الدكتور أيمن عبدالوهاب، بإهدائه درع المشروع تقديرًا لإسهاماته الفكرية، ولدوره الممتد في دعم قضايا الحوار المجتمعي وتعزيز المساحات الآمنة للنقاش العقلاني.
ثم تحدثت ساندي سالم – ممثلة المركز الثقافي الأذربيجاني وسفر الايسسكو للسلام .
مؤكدة على أن الأزهر يمثل جسرًا ثقافيًا للطلاب من أذربيجان والدول الإسلامية، وأشارت إلى أن الجيل الجديد (جيل Z) يختلف من حيث أدوات التعبير والانخراط.
وشددت على أهمية وسائل التواصل الاجتماعي كأداة حيوية لتوصيل أصوات الشباب، واقترحت ورش عمل مخصصة للفتيات الصغيرات، باعتبارهن الحاضن الأساسي للجيل القادم، ما يعزز بناء وعي استباقي.