Uncategorized

الفاعلية الافتتاحية لمعرض “الكلفة الإنسانية للإرهاب”

كلمة السفير

إنه لمن عظيم الشرف بالنسبة لي أن أرحب بكم جميعاً في هذه الفاعلية الافتتاحية اليوم لمعرض “الكلفة الإنسانية للإرهاب”. وتزداد أهمية هذه المناسبة الجليلة لكونها توافق الثاني من أكتوبر، ذكرى ميلاد المهاتما غاندي، الذي يُحتفل بها باعتبارها “اليوم العالمي للاعنف”. لقد كان خطاب غاندي بسيطاً وعميقاً يركز دوما على: السلام والعدالة لكونهما الأساس الحقيقي لتقدم الإنسانية.

آفة الإرهاب – عقبة أمام السلام والازدهار

إن الإرهاب آفة عالمية لا تعترف بالحدود، ولا تستثني مجتمعاً، وتتحدى قيم الإنسانية. الإرهاب ليس فقط جريمة بحق الأبرياء، بل هو أيضاً عقبة جسيمة أمام السلام والاستقرار والازدهار. فبالنسبة لدول مثل بلادنا، الساعية لبناء نمو شامل وفرص لشبابنا، فإن الإرهاب يمثل عقبة تقف أمام تحقيق آمالنا نحو غدٍ أفضل.

لقد وقع هجوم إرهابي مروع على السياح الأبرياء في “باهلجام” بكشمير في 22 أبريل 2025. كان ذلك اعتداءً مباشراً على المجتمع المسالم والاقتصاد المحلي في كشمير، الذي كان يتعافى بسرعة من دوامة العنف ويحقق نمواً تجاوز 10% بميزانية تتجاوز 4 مليار دولار أمريكي.

وقد وقفت مصر موقفاً قوياً في الدعم والتضامن مع الهند، وأدانت الهجوم بأشد العبارات، حيث بادر الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاتصال برئيس الوزراء ناريندرا مودي في اليوم التالي للهجوم. كما تحدث وزير الخارجية د/بدر عبد العاطي مع وزير الشؤون الخارجية الهندي د/سوبرامانيام جايشانكار مؤكداً تضامن مصر مع الهند.

التعاون الثنائي بين الهند ومصر

لقد عانت مصر، تماما مثل الهند، من التبعات الخطيرة للإرهاب على مدى عقود من الزمان. وقد قامت الحكومة المصرية بالعديد من الجهود الناجحة لمكافحة الإرهاب. وبجانب الحكومة والأجهزة الأمنية، لعب كل من الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية دوراً محورياً في مواجهة الفكر المتطرف وتعزيز قيم السلام والوئام في المجتمع.

وتولي الهند ومصر أهمية كبيرة للتعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب. فقد زار وفد برلماني رفيع المستوى من الهند، يضم خمسة وزراء سابقين، مصر في يونيو الماضي، حيث لقي حفاوة كبيرة. وقد اجتمع الوفد بسعادة وزير الخارجية المصري، ومعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، ورؤساء لجان الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ ومجلس النواب، والمجلس المصري للشؤون الخارجية، وعدد من الشخصيات البارزة الأخرى، حيث تبادلوا معهم الرؤى حول تعزيز عزمنا المشترك لمكافحة الإرهاب.

فلسطين، وصراع غزة وخطة السلام

تتبنى الهند موقفا ثابتا يقوم على العديد من المبادئ في دعم التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني. وقد رحب رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، بإعلان خطة السلام الشاملة لإنهاء الصراع في غزة، معرباً عن أمله في أن تتوحد جميع الأطراف المعنية لدعم هذا الجهد لإنهاء النزاع وتحقيق السلام.

وكانت الهند من أوائل الدول التي اعترفت بدولة فلسطين عام 1988. كما قدمت الهند مساعدات إنسانية وتنموية لغزة والضفة الغربية على مدى السنوات، شملت الأدوية والمساعدات الغذائية والمنح الدراسية وبرامج بناء القدرات، إضافةً إلى المساهمات في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). وقد بلغت قيمة المساعدات التنموية التي قدمتها الهند لفلسطين بمختلف أشكالها نحو 170 مليون دولار أمريكي عبر السنوات.

وتُثمن الهند عالياً الدور البنّاء والمحوري الذي قامت به مصر في تسهيل الحوار ودفع جهود السلام قدماً. فقد كانت وساطة مصر ودبلوماسيتها المتوازنة ذات أهمية بالغة في معالجة الأزمة الإنسانية في غزة وتهيئة الظروف لخفض التصعيد.

من العنف إلى اللاعنف

يذكّرنا معرض اليوم بالكلفة الإنسانية المدمرة للإرهاب. ولكنه يذكرنا أيضاً بالبديل—طريق السلام والحوار واللاعنف. ولا يمكن أن يكون التوقيت أكثر ملاءمة من الوقت الحالي. ففي هذا اليوم العالمي للاعنف، دعونا نتذكر أن اللاعنف ليس ضعفاً، بل هو أسمى تعبير عن القوة. وكما أظهر غاندي، فإنه قادر على تحريك الإمبراطوريات وتغيير مجرى التاريخ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى