“صفحة من التاريخ الاجتماعي” .. راندا فيصل ترصد ظاهرة الأحداث المشردين في مصر (1949-2000) القاهرة – إصدارات الهيئة العامة للكتاب

صدر حديثاً عن الهيئة العامة المصرية للكتاب، ضمن سلسلة “تاريخ المصريين”، كتاب بعنوان “صفحة من التاريخ الاجتماعي لمصر: الأحداث المشردون في النصف الثاني من القرن العشرين”، للباحثة راندا فيصل. ويتناول الكتاب، الذي صدر في أكتوبر 2025، رصداً شاملاً ومعمقاً لمشكلة الأحداث المشردين في المجتمع المصري، متتبعاً جذورها وتطوراتها من ثلاثينيات القرن العشرين وصولاً إلى عام 2000. وقد جاء الكتاب مشتملاً على تمهيد وأربعة فصول.
اختارت الباحثة الإطار الزمني لدراستها ليغطي الفترة من عام 1949، الذي شهد صدور القانون رقم 124 الخاص بالأحداث المشردين، وحتى عام 2000، تزامناً مع صدور العقد الثاني للطفل. ويسلط الكتاب الضوء على الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي كانت بمثابة البيئة الخصبة لظهور وتفاقم هذه المشكلة في المجتمع.
ويتطرق الكتاب بتفصيل إلى أنماط التشرد المتعددة التي شهدتها تلك الفترة، والتي شملت: التسول، وجامعي أعقاب السجائر، واستغلال الأحداث في ترويج المخدرات وأعمال الفسق والفجور. كما يخصص الكتاب جزءاً هاماً لاستعراض الدور السلبي الذي زُجّ به الأحداث في الأعمال التخريبية والإرهابية، بدءاً من حريق القاهرة عام 1952، مروراً بأحداث انتفاضة الخبز عام 1977، وصولاً إلى الأحداث الإرهابية التي هزت المجتمع المصري خلال حقبتي الثمانينيات والتسعينيات.
بالاعتماد على تقارير الأمنع العام، يرصد الكتاب معدلات تزايد وتناقص المشكلة والإجراءات التي كانت تُتخذ للحد منها. ويُعد الفصل الختامي للكتاب من أهم فصوله، حيث يركز على الجهود الحكومية لمواجهة الظاهرة، مقسّماً إياها إلى حقب زمنية، مستعرضاً مبادرات هامة مثل تأسيس الاتحاد العام لرعاية المشردين، وتجربة وجيه أباظة في هذا المجال، إلى جانب الجهود الحكومية المبذولة من السبعينيات حتى نهاية فترة الدراسة.
كما أشارت الدراسة إلى القوانين والتشريعات التي صدرت لعلاج المشكلة. وتناولت الجهود التنظيمية، مستعرضة تطور شرطة الأحداث منذ أن كانت مكتباً ثم تطورها لتصبح قطاعاً تابعاً للأمن العام، بالإضافة إلى تنظيم عمل كل من نيابة الأحداث ومحكمة الأحداث، وإنشاء المجلس القومي للأمومة والطفولة. وتناولت الدراسة أيضاً الاتفاقيات والجهود الدولية التي بذلتها مصر لعلاج هذه المشكلة. ويُختتم الكتاب بـ “رؤية استشرافية وحلول مقترحة” لهذه المشكلة الاجتماعية، ليقدم بذلك إضافة نوعية للمكتبة الاجتماعية والتاريخية المصرية.




