
الدبلوماسية المصرية ليست مجرد تحركات سياسية، بل هي عقيدة راسخة، وقوة ضاربة تحمي الأمة وتصون حقوقها، هي صوت العروبة الصادح، ودرعها الذي يتحطم عليه كل من يجرؤ على العبث باستقرارها.
منذ فجر التاريخ كانت مصر القلعة التي يحتمي بها العرب، والسد المنيع الذي تتكسر عليه أطماع الطامعين لم تكن يومًا متفرجة على الأحداث، بل كانت صانعة القرار، تحرك المشهد بإرادتها، وترسم مستقبلًا يليق بالأمة، حيث العزة والسيادة والكرامة.
في عالم يموج بالصراعات والمؤامرات، تظل مصر ثابتة، لا تهتز أمام العواصف، ولا تنحني أمام الضغوط، تتعامل بحكمة حين يستدعي الموقف الحكمة، وتتصرف بحسم حين يكون الحسم هو الحل
تدرك أن الاستقرار لا يُوهب، بل يُنتزع، وأن الحقوق لا تُمنح، بل تُفرض بالقوة والعزيمة، لم تكن يومًا بوصلةً تائهة، بل كانت دائمًا قائدةً للمسار، تمضي بخطى واثقة، لا تقبل أن تُفرض عليها قرارات لا تنصفها، ولا تسمح بأن يُرسم مستقبل الأمة بعيدًا عنها.
لم يكن الاستقرار العربي خيارًا لمصر، بل مسؤولية تاريخية تحملتها عبر العصور، حين اشتدت الأزمات، كانت مصر أول من يتحرك، وحين تعقدت القضايا، كانت القاهرة هي التي تضع الحلول، ليست طرفًا مترددًا، بل لاعب رئيسي يحدد المسارات ويعيد الأمور إلى نصابها.
حين يسود الصمت يكون صوت مصر هو الأعلى، وحين يتخاذل الآخرون، تكون هي في الصفوف الأولى، تواجه بكل صلابة، وترفض أن تكون الأمة رهينة المصالح الضيقة والمخططات الخبيثة.
الحقوق العربية لم تكن يومًا مادةً للتفاوض، ولا ملفًا يُغلق وفق أهواء القوى الكبرى، مصر تعرف جيدًا كيف تنتزع الحقوق، وكيف تفرض إرادتها، وكيف تقف سدًا منيعًا أمام من يحاولون إعادة رسم الخريطة وفق حساباتهم الخاصة، حين يتحدث الآخرون بالدبلوماسية الناعمة، تتحدث مصر بلغة القوة المتزنة، وحين يختبئ البعض خلف الكلمات المنمقة، تكون القاهرة في الميدان، تضع الحق في ميزان القوة، وتؤكد أن الأمة ليست لقمة سائغة لمن يطمع فيها.
مصر لا تتحرك بردود الأفعال، بل تصنع الأحداث، تدير الأزمات بحنكة، وتقود المنطقة نحو الاستقرار الحقيقي، لا الاستقرار الزائف الذي يُفرض بالقوة ويُلغى عند أول اختبار، تدرك أن السيادة ليست شعارًا بل مبدأ، وأن الأمن القومي العربي لا يتجزأ، ومن يظن أن بإمكانه العبث به، فليراجع دروس التاريخ جيدًا.
حين يعتقد البعض أن الأمة ضعيفة، تكون مصر هي من يثبت العكس حين تتجرأ بعض القوى على فرض أمر واقع جديد، تكون القاهرة هي التي تكسر تلك المحاولات، وتعيد الأمور إلى نصابها، لا تساوم على حقوقها، ولا تقبل أنصاف الحلول، ولا تسمح لأي قوة بأن تتجاوز حدودها، السيادة المصرية ليست موضع نقاش، والحقوق العربية ليست ورقة للمساومة، ومن يظن غير ذلك، فليستعد لمواجهة الحقيقة: مصر لا تُهزم، ولا تُجبر على شيء، ولا تتراجع عن حقوقها قيد أنملة.
هذه هي مصر، القوة التي لا تُقهر، والراية التي لا تسقط، والقلعة التي تتحطم عليها كل المؤامرات ، تظل صامدة، شامخة، تكتب التاريخ بإرادة لا تلين، وتحمل راية الأمة في وجه العواصف، مهما حاول الطامعون، ومهما خطط المتآمرون، ستظل مصر هي السيف الذي يقطع أوصال الفوضى، والدرع الذي يحمي الأمة من كل من تسول له نفسه العبث بمقدراتها في حاضرها كما في ماضيها، كانت وستظل صانعة التاريخ، قائدة الأمة، وحامية مجدها من يراهن على غير ذلك، فهو لم يعرف مصر بعد.